كنت يوما متفائلة ،
كنت أظنني أرجوحة الأمل ،
لكنني وعذراً كانت أكذوبة أختلقتها فصدقتها ،
كانت كذبة لا تتساوى مع محيط خصري المنهك ،
مع أحلامي المتأخرة ،
مع أمومتي المبكرة ،
كنت أتابع قناديل الليل تهتف في قاع الخيبة وأوجس خيفة من مذنب يرسل إشارته اليائسة لنجم قد مات ينتظر نهايته وإشارة الإنفجار ، كنت أظن أنه سيكون لي صديقاً ناجياً من كرب و ضيق وقلة وفاء هذه الحياة ،
كنت أخاف أن أذنب كذنب شجرة آدم التي أمره الله بتجنب لمسها وفعلها بوسوسة الرجيم ، وكانت عليه اللعنة بحق ليوم الدين ،
كنت أعد طرق الموت ، أبحث عن مسارات بيضاء لاتلتقي بمجرة الأرض النتنة هذه ، كنت أتمنى الموت بلحظة تيسر لي الجنة ،
كنت صغيرة لا أفهم ، لا أفهم سوى أنني أملك معدة وعقل لعينين ، يجوع أحدهما فينبذ الآخر ، كنت خاوية خالية من أي مواد ملونة تجعل لي القدرة على التمثيل ، كنت خائبة وربما متأملة في كثير من هذه الخيبة ،
كنت أتمنى وأبكي وتخيل كيف لهذا الكون أن يهبك فرحة صغيرة لا تتساوى مع طولك لكنها تساوي جهدك في فعل آخر ليس لها ،
كنت خائفة مترددة أبحث في وجوه العابرين عن آخر المعزيين في موتي لألبس غرفتي عدة الحداد ،
الحداد على جسدي الميت الذي لايزال حي فيها !